تُنظم مابين 27 و 30 أبريل الجاري الدورة الثالثة لمهرجان تاصميت للسينما والنقد، والتي سيتمحور موضوع ندوتها الرئيسية حول موضوع " السينما ورهانات التنمية الجهوية"، وهذه أرضيتها :
"السينما والتنمية الجهوية"
ليست السينما جنسا إبداعيا فحسب، إنها أيضا صناعة ضخمة تتظافر ضمنها قطاعات عدة لإخراج عمل سينمائي الى الوجود. إنها، من هذه الزاوية، سلسلة إنتاج صناعي متكامل يبتدئ مع الفكرة والسيناريو لينتهي مع مرحلة التوزيع والمشاهدة، وبين هذين القطبين حلقات من الديكور والبناء والملابس والتصوير والمونتاج والتدبير والنقل والإقامة وغير ذلك.مما يجعل الفيلم السينمائي أقرب الى دورة حياة متكاملة.
ان الجانب الإنتاجي للفيلم السينمائي هو الذي جعلنا نطرح إشكالية الإنتاج السينمائي في علاقته بالتنمية المحلية،ذلك أن المغرب يستقطب عددا مهما من الانتاجات السينمائية الاجنبية،والتي تنجز بميزانيات ضخمة أحيانا.ونستطيع أن نستدل على ذلك من خلال بعض الأرقام الإحصائية المنجزة من قبل المركز السينمائي المغربي والمنشورة في موقعه الالكتروني الرسمي(ccm .ma ).
file:///C:/Users/MAGIN/Desktop/fizazi%20cinema/11-bilan.pdf
إذ بلغت الاعمال الأجنبية المصورة بالمغرب سنة 201578 إنتاجا تتوزع بين أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزية وأفلام قصيرة وأفلام وثائقية ووصلات اشهارية،بميزانية إجمالية تصل الى درهما 366 394 567,76
وتفصيل هذ الانتاجات على الشكل الاتي:
تنضاف الى ذلك الانتاجات السينمائية الوطنية الموزعة بين الاعمال السينمائية والأفلام الطويلةوالمسلسلات التلفزيونية والأفلام القصيرة والوصلات الاشهارية،والتي بلغ عددها في نفس السنة (2015)67إنتاجا.والجدول الاتي يفصل في طبيعة هذه الانتاجات وميزانية كل منها :
إن هذا الاستثمار المالي لموسم واحد لا بد له من خلق اثار شتى على مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصناعية وغيرها.
من هنا نقول إن سؤال السينما والتنمية الجهوية له مشروعية الطرح والتداول من خلال عدة مداخل للنقاش والمقاربة والتحليل:
- كيف يمكن للسينما ان تؤسس لفعل ابداعي؛ مشاهدة ونقاشا وكتابة واخراجا
- ما الوظائف التي يمكن أن تحققها السينما وهي تلج عالم التربية عبر بوابة المؤسسات التعليمية
- كيف يمكن للسينما ان تبني طاقات مؤهلة لولوج عالم الابداع والإنتاج السينمائي عبر تكوين متخصص جهويا(على المستويين الاكاديمي والمهني)،كما الحال في جهة درعة تافلالت ،وورزازات على وجه التحديد.
- ما دور المهرجانات والملتقيات والتظاهرات السينمائية في التأسيس للفعل التنموي الجهوي جماليا وثقافيا وسياحيا واقتصاديا واجتماعيا
- كيف يمكن للفعل السينمائي ان يتحول الى ضرورة
- ما أثر الانتاجات السينمائية الوطنية والدولية على المستويين الاجتماعي والاقتصادي لبعض الجهات في المغرب
- ما طبيعة المداخل القانونية الكفيلة بتطوير مجال الإنتاج السينمائي بالمغرب حتى يساهم بفعالية في التنمية الجهوية
- هل يمكن تأهيل جهة بني ملال خنيفرة من أجل استقطاب الانتاجات السينمائية وطنيا ودوليا.
تلك بعض من أسئلة إشكالية السينما والتنمية الجهوية والتي تعتبر ندوة الدورة الثالثة لمهرجان تاصميت للسينما والنقد ببني ملال فرصة سانحة للتداول فيها. غير أن البناء الحقيقي لفعل تنموي عبر السينما لن يتم الا ضمن رؤية استراتيجية تستحضر مختلف الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والسياسية وغيرها، وخلف كل ذلك إرادة سياسية واضحة ترى في السينما دعامة من دعامات التنمية وموردا رئيسا للعملة الصعبة وجلب الاستثمار على الصعيدين الوطني والدولي.